يُعتبر هذا الحدث خطوة أولى من قبل لبنان لبدء عملية التنقيب من هذا المكان، بعد أشهر من إبرام اتفاق مع إسرائيل حول ترسيم الحدود، برعاية أمريكية وأممية.
أعلنت شركة “توتال إنرجيز” الفرنسية الأربعاء وصول منصة حفر إلى البلوك رقم 9 الواقعة قبالة سواحل لبنان، استعداداً لبدء حفر بئر استكشافية أواخر الشهر الحالي، في خطوة جاءت بعد تسوية بيروت وتل أبيب نزاعهما حول الحدود البحرية.
وكانت الشركة أعلنت في أيار/مايو توقيعها مع شريكتيها إيني الإيطالية وقطر للطاقة عقداً ثابتاً مع “ترانس أوشن بارنتس” لاستخدام منصّة الحفر، بعد إبرام لبنان وإسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2022، اتفاقاً وصف بـ”التاريخي” لترسيم الحدود البحرية بعد مفاوضات شاقة بوساطة أميركية.
وأفادت الشركة في بيان عن “وصول منصة الحفر ترانس أوشن بارنتس الى الرقعة” رقم 9 الواقعة “على بعد حوالى 120 كيلومتر من بيروت في المياه اللبنانيّة”.
وتزامن ذلك مع وصول “أوّل طائرة هليكوبتر إلى مطار بيروت”، تابعة لشركة “غولف” للمروحيات، تعاقدت معها توتال لنقل الفرق إلى منصة الحفر.
ويشكل وصول الآليتين، وفق البيان، “خطوة مهمّة في التحضير لحفر البئر الإستكشافيّة في الرقعة رقم 9 الذي سيبدأ في أواخر شهر آب/أغسطس”.
من جهته، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل في لبنان علي حمية في تغريدة على حسابه عبر منصة “إكس” صباح يوم الأربعاء، عن “وصول باخرة التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 إلى نقطة الحفر المحددة لها”.
وغرد حمية قائلاً: إنّ “باخرة التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 قد وصلت الآن إلى نقطة الحفر المحددة لها”.
وحصلت توتال ضمن ائتلاف ضمّها مع شركتي إيني ونوفاتيك الروسية عام 2018 على عقود للتنقيب عن النفط والغاز في الرقعتين 4 و9 في المياه اللبنانية قبل أن تنسحب الشركة الروسية وتحلّ مكانها قطر للغاز مطلع العام الحالي.
“حدث تاريخي”
وقسّم لبنان المنطقة الاقتصادية الخالصة إلى عشر رقع، أبرزها الرقعة 9 حيث يقع حقل قانا الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين.
وضمن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل للبنان حقل قانا، على أن تحصل إسرائيل على تعويض من مشغلّي الرقعة 9.
وعلى هامش زيارته وعدد من المسؤولين القاعدة اللوجستية لإقلاع وهبوط المروحية في مطار بيروت، قال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد فياض: “صفحة جديدة تبدأ اليوم. عندما يجهز الطاقم والأمور اللوجستية في غضون أيام، سيبدأ الحفر إن شاء الله”.
وأضاف: “نحن على موعد، بعد شهرين أو ثلاثة أشهر، لنعرف نتيجة الحفر”.
وبحسب ما سبق أن أعلنته توتال، يتعين أن تنتهي قبل نهاية العام الحالي، عملية التنقيب التي لن تكون سهلة وبكلفة تقدّر بنحو مئة مليون دولار.
وتعوّل السلطات اللبنانية على وجود ثروات طبيعية تساعدها على تخطي التداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقد صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.
وتدير البلاد حالياً حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، خصوصاً تنفيذ إصلاحات يضعها المجتمع الدولي شرطاً لتقديم مساعدات الى لبنان، في ظل فشل البرلمان في انتخاب رئيس للجمهورية منذ شغور المنصب نهاية تشرين الأول/أكتوبر.
إلا أنّ خبراء يعتبرون أن لبنان لا يزال بعيداً من استخراج موارد النفط والغاز، الذي قد يحتاج من خمس إلى ست سنوات، في وقت يبدو لبنان متأخراً جداً عن جهود إسرائيل التي تستثمر منذ سنوات في مياهها الاقليمية.
140 فنيًا ضمن فريق البحث
وستتمركز سفينة التنقيب في البلوك “9”، إذ ستعمل على بدء عملياتها على الفور، بعد أن أنهت السلطات اللبنانية، بالتعاون مع شركة توتال إنرجيز، جميع الإجراءات والتراخيص اللازمة لبدء عمليات الاستكشاف.
ومن المقرر تزويد فريق عمل السفينة، المكون من دولتي النرويج وإسكتلندا، بكل الإحداثيات عن العمق المقرر للحفر وموقعه، وكل البيانات الجيولوجية والتقنية، من أجل بدء عمليات التنقيب عن النفط والغاز، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المنتظر أن يلتحق بالباخرة الفريق الذي سيعمل عليها، وهو يضم 140 فنيًا سيتم نقلهم مباشرة من مطار بيروت الدولي بواسطة طوافات.
وكشفت بيانات موقع “marinetraffic” المُتخصص برصد حركة السفن حول العالم أن منصة “transocean Barents” الخاصة بالتنقيب عن النفط والغاز، وصلت صباحًا إلى البلوك رقم 9 في المياه الإقليمية اللبنانية.
التعليقات