القاهرة- منة عصام:
رغم انتظار أغلب جمهور السينما لأفلام الكوميديا خلال موسم الصيف السينمائي بمصر، فإن أغلب هذه الأعمال جاء مخيباً للتوقعات والآمال، ووجّه النقاد السينمائيون في مصر لها انتقادات عديدة أبرزها حول ضعف السيناريوهات، والأفكار القديمة، كما لم تكن الإيرادات المرتفعة شفيعاً لهذه الأفلام أمام سطوة النقد الفني لها.
لعل أبرز هذه الأفلام وأحدثها، فيلم «مرعي البريمو» بطولة محمد هنيدي وغادة عادل، الذي خيّب الآمال كثيراً، خصوصاً بعدما غرد هنيدي قبل عرض الفيلم عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» تغريدة يعد فيها الجمهور بفيلم جيد، يعيد أمجاده السينمائية، معترفاً بأن بعض أفلامه السابقة لم تكن على قدر جيد من الحرفية، لكن بمجرد عرض «مرعي البريمو» واجه عاصفة من النقاد، الذين اتهموا الفيلم بضعف شديد في السيناريو، ومحاولة إعادة تدوير فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، وقد حصد الفيلم إيرادات ثمانية ملايين جنيه و125 ألفاً في أول أسبوع لعرضه.
«موسم كوميدي مخيب للآمال وللأسف هذا كان متوقعاً»، بهذا الوصف بدأت الناقدة السينمائية ماجدة خير الله حديثها بوصف أفلام كوميديا الصيف في مصر، وأضافت: هؤلاء النجوم فقدوا البوصلة الكوميدية تجاه الجمهور، ولم يستطيعوا مواكبة العصر بكل متطلباته، فمازالوا يقدمون الكوميديا بنفس أفكار التسعينات، ويقولون نفس الإفيهات، ولم يستوعبوا أن جمهورهم تقدم في العمر، وظهر جيل جديد ينظر للكوميديا بشكل مختلف، فمثلاً هنيدي يقدم «مرعي البريمو» بنفس منطق صعيدي في الجامعة الأمريكية، وأشرك غادة عادل في البطولة لتوهمه أنه سيعيد «نوستالجيا» هذا الفيلم وإفيهاته بشكل أو بآخر، ولم يستوعب أن هذا ينطوي على إفلاس فني».
واتهمت ماجدة النجوم الحاليين بالتجمد عند حدود أفلامهم الناجحة في التسعينات، وأنهم يعيشون في الوهم، قائلة: «الدليل على كلامي هو ما يقوله هؤلاء النجوم عند استضافتهم في برنامج ما، وللأسف حتى أفكار أفلامهم أصبحت ساذجة ومملة ومهترئة وسيناريوهات مهلهلة».
أما عن فيلم «مستر إكس» بطولة أحمد فهمي وهنا الزاهد الذي حقق إيرادات 28 مليون جنيه و780 ألفاً في 6 أسابيع، فقد كان له موعد مع النقد السلبي أيضاً، يتهمه باهتراء السيناريو وعجز المؤلف وأبطاله عن مجاراة هذا الضعف الواضح، وكل ما فعلوه هو محاولة حشد أكبر عدد ممكن من ضيوف الشرف للتغطية على ضعف السيناريو، لكن هذا لم يشفع له؛ حيث قالت ماجدة خير الله: أحمد فهمي فقد القدرة على إضحاك الجمهور من وقت الانفصال عن الثلاثي، ليكون بطلاً منفرداً، فأصبح يعيد ويكرر نفسه، ولم يستوعب الدرس جيداً منذ فشل مسلسل «رجالة البيت» قبل عامين.
واختتمت ماجدة خير الله: «على هؤلاء الفنانين أن يدرسوا ذوق الجمهور جيداً كل فترة قصيرة؛ لأن هذا الذوق أصبح متغيراً ويتعرض للملل بسرعة، وألا ينخدعوا بأرقام الإيرادات التي أعتبرها خادعة جداً وليست دليلاً على النجاح أو تقديم فيلم جيد».
ومن الأفلام التي عرضت في موسم الصيف الحالي أيضاً وعانت المشكلة نفسها، رغم أنها حققت إيرادات عالية، فيلم «بيت الروبي» بطولة كريم عبد العزيز ونور وتارا عماد، والذي حصد إيرادات اقتربت من 120 مليون جنيه في 7 أسابيع بمصر، وفيلم «البعبع» بطولة أمير كرارة وياسمين صبري، والذي حقق إيرادات اقتربت من 42 مليون جنيه في 6 أسابيع، وفيلم «تاج» بطولة تامر حسني ودينا الشربيني الذي حقق 44 مليون جنيه في 6 أسابيع، و«مطرح مطروح» الذي لم يحصد سوى مليونين و600 ألف جنيه في 3 أسابيع.
وأشار عدد من النقاد إلى أن ارتفاع إيرادات الأفلام بهذا الشكل، ليس دليلاً على إقبال الجمهور على هذه الأفلام، بقدر ما هو ارتفاع في أسعار تذاكر دور العرض، التي وصلت في بعض دور العرض إلى 250 جنيهاً، بينما كانت هناك تحقق 100 مليون جنيه، في الوقت الذي كانت تذكرة السينما لا تتعدى 50 جنيهاً!.
مشكلة الكوميديا في مصر لم تقتصر على هذا الموسم الصيفي الحالي، لكنها مشكلة بدأت منذ نحو 4 سنوات في مواسم دراما رمضان، عندما فشلت عدة مسلسلات كوميدية، وواجهت انتقادات بالجملة بضعف السيناريوهات وضعف الأفكار المقدمة والمط والتطويل، بل وتبرأ بعض أبطالها منها، ولعل أبرزها «رجالة البيت» بطولة أحمد فهمي وأكرم حسني وبيومي فؤاد؛ حيث تبرأ الأخير من المسلسل، واعتبره دون المستوى واعتذر للجمهور، ومسلسل «عمر ودياب» بطولة علي ربيع ومصطفى خاطر، ومسلسل «ربع رومي» بطولة محمد سلام ومصطفى خاطر، و«الواد سيد الشحات» بطولة هنا الزاهد وأحمد فهمي ومحمد عبد الرحمن، و«هربانة منها» بطولة ياسمين عبد العزيز ومصطفى خاطر، و«مستر إكسلانس» بطولة محمد سعد، وغيرها من الأعمال التي لم تحزْ ثقة الجمهور ولا قبوله، بل واجهت عواصف نقدية سلبية.
التعليقات