التخطي إلى المحتوى

تُعد مهمة “فويجر 2” أحد أبرز المهمات الفضائية في تاريخ البشرية، وقد حملت معها رسالة صوتية تعتبر صرخة بين النجوم. تهدف هذه المهمة إلى إعادة الاتصال بالمركبة الفضائية “فويجر 2” التي أُطلقت في منتصف القرن الماضي، والتي تعتبر الآن على بُعد أكثر من 18 مليار كيلومتر عن الأرض.

سبق لـ «فويجر 2» أن قامت بمهمات عديدة في عالم الفضاء، حيث استكشفت أقمار المشتري وتوجهت نحو الأطراف الخارجية للمجموعة الشمسية وتسببت في مجموعة من الاكتشافات العلمية الهامة. ومع ذلك، بدأت المركبة تفقد قدرتها على التواصل مع البشرية عام 1990، ومنذ ذلك الحين تُعد هذه الصرخة بين النجوم محاولة لاستعادة الاتصال بها.

من المثير للدهشة أن هذه المركبة لا تزال ترسل معلومات إلى الأرض، حيث تمكّن العلماء من تلقي إشارات لا يزالون يحاولون فك رموزها وفهم ما تحمله من معلومات. ومن المتوقع أن تظل “فويجر 2” تعمل إلى عام 2025 تقريباً، على الرغم من احتمالية فقدانها كلياً للتواصل قبل ذلك.

على الرغم من أن مهمة “فويجر 2” قد لا تبدو مثيرة للاهتمام لبعض الناس، إلا أنها تمثل إنجازًا علميًّا هائلاً، حيث نجحت في التواصل مع البشر على مدار سنوات طويلة في ظروف فضائية قاسية. يُمثل هذا الانجاز طفرة علمية كبيرة، حيث يمكن أن نتعلم الكثير من المعلومات القيّمة من هذه المركبة الفضائية قبل أن تنتهي رحلتها الفضائية.

في النهاية، يمكن القول أن صرخة بين النجوم تعيد الاتصال بمركبة “فويجر 2” تُمثل استمرارًا لهذه الرحلة الفضائية المميزة وإحياءًا لذكرياتها المذهلة، وتعبر عن عزم البشرية على استكشاف أعماق الفضاء والتعرف على أسراره.

أعلنت وكالة ناسا أنها استعادت الاتصالات بالكامل مع مسبارها الشهير ، فوييجر 2 ، بعد أن قطعت غرفة التحكم في المهمة الاتصال به عن طريق الخطأ لعدة أيام أواخر الشهر الماضي.

وقالت ناسا في بيان إن المسبار ، الذي أطلق إلى الفضاء عام 1977 ويقع حاليًا على بعد 19.9 مليار كيلومتر من الأرض ، يعمل بشكل طبيعي وبقي في مساره المتوقع.

الأوامر المرسلة في 21 يوليو / تموز وجهت هوائي المركبة الفضائية عن غير قصد في الاتجاه الخاطئ ، بعيدًا عن الأرض ، مما أدى إلى مقاطعة إرسال البيانات.

وأعلنت “ناسا” في وقت سابق من الأسبوع الجاري أنها نجحت في مراقبة إشارة “فوييجر 2” ، بفضل شبكة الفضاء العميقة ، وهي شبكة دولية من الهوائيات ، مشيرة إلى أن المسبار بصحة جيدة.

وذكرت وكالة ناسا ، أمس ، أنه تم إرسال ما يعادل صرخة بين النجوم ، تم من خلالها توجيه أمر للمسبار لإعادة توجيه نفسه وإعادة الهوائي الخاص به إلى الأرض. استبعد العلماء في البداية نجاح هذه التقنية ، لكن النتيجة كانت إيجابية في النهاية.

وذكرت “ناسا” أنه نظرًا للمسافة التي تقع عندها “فوييجر 2” ، فقد استغرق الأمر ما يزيد قليلاً عن 18 ساعة للوصول إليها ، كما استغرق الأمر نفس الوقت قبل تأكيد النتيجة.

المزيد من الأخبار

وأكدت أن وكالة الفضاء الأمريكية تتلقى حاليًا بيانات علمية وقياسات عن بعد من المسبار مرة أخرى. إذا لم تنجح هذه الطريقة ،

كانت ناسا تأمل في أن تؤدي مناورة إعادة التوجيه التلقائية إلى حل المشكلة ، لكن ذلك لم يكن متوقعًا حتى أكتوبر المقبل. غادرت فوييجر 2 الفقاعة المغناطيسية الواقية للشمس ، المسماة الغلاف الشمسي ، في ديسمبر 2018 وهي تسافر حاليًا عبر الفضاء بين النجوم.

قبل مغادرة نظامنا الشمسي ، أصبحت فوييجر 2 المركبة الفضائية الأولى والوحيدة حتى الآن التي تزور الكواكب الخارجية أورانوس ونبتون.

كانت فوييجر 1 أول مركبة فضائية في تاريخ البشرية تدخل الوسط النجمي ، في عام 2012 ، وهي تبعد حاليًا حوالي 24 مليار كيلومتر عن الأرض.

حقوق النشر:

المحتوى الأصلي: المحتوى الأصلي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *