تشير الأبحاث إلى أن المناطق حيث لا تنوع كبير في أنواع الطيور تزيد فيها حالات دخول المستشفيات بسبب اضطرابات الصحة العقلية.
وقام الخبراء بتحليل البيانات من موقع “إي بيرد” ebird، وهي قاعدة بيانات على الإنترنت لتدوين نتائج مراقبة الطيور يجمعها العلماء الهواة، لرصد التنوع في جميع أنحاء ولاية ميتشيغان الأميركية، ومن ثم دمجها مع عدد حالات الدخول إلى المستشفى بسبب القلق واضطرابات المزاج في الولاية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت النتائج التي نشرت في “مجلة جيو: الجغرافيا والبيئة” “ـJournal Geo: Geography And Environment” أن انخفاض تنوع الطيور هو نذير مهم لارتفاع حالات دخول المستشفيات بسبب اضطرابات الصحة العقلية، مما يسلط الضوء على العلاقة المتشعبة بين الاضطرابات النفسية وأزمات التنوع البيولوجي.
وقال الباحثون إنه في حين أن الدخل ووجود المساحات الخضراء كانا أقوى مؤشرين على القلق واضطراب المزاج، إلا أن هناك أيضاً “ارتباطاً لافتاً” بين الصحة العقلية وتنوع الطيور.
وذكرت المؤلفة الرئيسة الدكتورة راتشيل باكستون، الأستاذة المساعدة في “معهد العلوم البيئية متعددة التخصصات في جامعة كارلتون” Institute of Environmental and Interdisciplinary Sciences at Carleton University في كندا “غالباً ما نعتبر أن الطبيعة تمثل مقدار المساحة الخضراء قرب المنازل أو المسافة إلى أقرب حديقة، لكن العلاقة بين التنوع البيولوجي والصحة النفسية لم تُكتشف بشكل كاف”، مضيفة “وتظهر دراستنا أنه إذا كان التنوع البيولوجي يمكن أن يساعد في تحسن الصحة العقلية، فإنه من الممكن أن يكون الانخفاض في التنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم مرتبطاً بشكل معقد بقلقنا ومزاجنا اليومي”.
وأردفت “من المهم أن نتبع نهجاً شاملاً من أجل صحتنا العقلية وطبيعتنا، فلا ينبغي النظر إلى الاستثمار في الطبيعة على أنها رفاهية، بل ضرورة محتمة، ولا بد من تقييمها في سياق دعم الرفاهية التي تقدمها إلى الأفراد والمجتمعات الذين يعيشون في بيئات حضرية أو نادرة الطبيعة”.
وتقترح الدكتورة باكستون أنه “يمكن أن تكون استعادة مجتمعات الطيور المتنوعة والحفاظ عليها أحد السبل لتحسين الصحة العقلية في المدن وأخذها في الاعتبار في مشاريع الاستعادة الحضرية وسياسات الصحة العامة”.
وفي العام الماضي، اكتشف باحثون من “كينغز كوليج لندن”King’s College London أن مشاهدة الطيور أو الاستماع إلى أصوات العصافير مرتبط بالصحة العقلية، مع تأثيرات تستمر لمدة تصل إلى ثماني ساعات.
حينها قال فريق “معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب” اختصاراً (IoPPN) إن “الروابط بين الطيور والصحة العقلية لم يتم تفسيرها من خلال العوامل البيئية المتزامنة مثل وجود الأشجار أو النباتات أو المجاري المائية”.
التعليقات