Investing.com – تراجعت عملة الأرجنتين، أكبر مقترض من صندوق النقد الدولي، “البيزو” إلى مستوى قياسي منخفض في السوق الموازية، حيث تستعد الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية لتقلبات حادة قبل الانتخابات التمهيدية الرئيسية يوم الأحد القادم.
فيما أعلنت الحكومة الأرجنتينية، يوم الجمعة، أنها ستستخدم قرضا من قطر بقيمة 775 مليون دولار لسداد جزء من ديونها لصندوق النقد الدولي.
وتراجع سعر البيزو الأرجنيتين بالصرف السوداء بنسبة 1.7٪ إلى حوالي 591 بيزو للدولار الواحد يوم الاثنين. فيما انخفض سعر الصرف الرسمي للأرجنتين بنسبة 1.4٪، وهو أكبر انخفاض سعري خلال اليوم منذ سبتمبر 2020، ليبلغ حوالي 283 بيزو للدولار الواحد، مما رفع الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي إلى أكثر من 109٪.
اقرأ أيضًا:
ومنذ ما يقرب من أٍسبوعين، فقد البيزو الأرجنتيني جزءًا كبيرًا من قيمته في السوق السوداء، وذلك على وقع إعلان الحكومة عن إجراءات جديدة لتعزيز احتياطاتها المتراجعة من العملات الأجنبية والذي جاء نتيجة لمفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي على خطة لسداد قروضها. حيث تجاوز الدولار الأميركي آنذاك مستوى 550 بيزو للدولار الواحد بالسوق السوداء، مع إعلان الحكومة اتخاذها خطوات لتحفيز الصادرات والحد من الواردات، وهو الأمر الذي لم يوقف انهيارات العملة الأرجنتينية حتى الآن.
وازدادت الضغوط في الأسواق بعد أن فرض منظم الأوراق المالية في الثاني من أغسطس، قيودًا جديدة تهدف إلى منع المستثمرين من تحويل الأصول المحلية إلى أصول أجنبية، وبالتالي تقليل الضغط على البيزو الأرجنتيني.
اقرأ أيضًا:
يتوجه الأرجنتينيون إلى صناديق الاقتراع في 13 أغسطس لاختيار المرشحين للرئاسة الذين يتنافسون على وضع حد للتضخم المكون من ثلاثة أرقام، وإدارة الاقتصاد الذي يتجه نحو الركود. فيما ستجري الانتخابات نفسها في أكتوبر المقبل.
يقدم انفستنج السعودية ويبينار مجاني لتوضيح أهم أساسيات قراءة حركة السوق والأسعار من خلال البيانات والرسوم البيانية. وذلك كيفية التداول وتحقيق الربح بالبرايس أكشن مع المحلل الفني، أحمد أسامة وبرعاية EVEST.
كل ما عليكم هو التسجيل..المقاعد محدودة: اضغط هنا للتسجيل
انخفاض محتمل آخر
والأسبوع الماضي، أوردت وكالة بلومبرغ أن الأسواق تستعد في الأرجنتين لتخفيض محتمل في قيمة العملة بنسبة 20% بعد الانتخابات الرئاسية التمهيدية في الثالث عشر من أغسطس.
وبحسب “بلومبرج”، تزايدت رهانات المستثمرين على تخفيض قيمة العملة في سوق العقود الآجلة. فيما انخفضت العائدات على سندات البيزو المحلية المرتبطة بسعر الصرف، مع نمو طلب المستثمرين على مثل هذه الأصول لحماية محافظهم الاستثمارية من الخسائر.
ويمثل التضخم الذي تجاوز 115% تحديًا أمام البنك المركزي الذي يستنزف احتياطياته من الدولار لدعم البيزو، بالتزامن مع اتفاقية صندوق النقد الدولي الحديثة، والتي اشترطت الحد من هذه التدخلات، حيث قدر الصندوق في تقرير يوليو، فجوة سعر الصرف الحقيقي بين %15 و 20%.
ويتوقف احتمال حدوث هبوط مفاجئ في البيزو على نتائج الانتخابات، حيث يقف وزير الاقتصاد “سيرجيو ماسا”، الداعم لعدم تخفيض العملة، في مواجهة مرشحين من المعارضة يريدان تخفيض قيمة البيزو.
قرض عربي
أعلنت الحكومة الأرجنتينية، يوم الجمعة، أنها ستستخدم قرضا من قطر بقيمة 775 مليون دولار لسداد جزء من ديونها لصندوق النقد الدولي، بانتظار موافقة الصندوق على صرف دفعة من قرض لبوينوس ايرس بقيمة 7,5 مليار دولار.
وقال مصدر بوزارة الاقتصاد الأرجنتينية، إن العملية تسمح لقطر بإقراض الأرجنتين من حقوق السحب الخاصة بما يعادل 775 مليون دولار.
وتسعى الأرجنتين لحلول مبتكرة من أجل احترام تعهداتها وفي الوقت نفسه تجنب استنزاف جديد لاحتياطاتها المتدنية من العملات الاجنبية.
صغوط الصندوق وانهيار العملة
تقع الحكومة الأرجنتينية، أكبر مقترض من صندوق النقد، تحت ضغط مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي بشأن سداد قرض بقيمة 44 مليار دولار، إضافة إلى تبعات الجفاف غير المسبوق الذي ضرب البلاد.
وأعلنت الحكومة الأرجنتينية وصندوق النقد الدولي في وقت سابق اتفاقهما على الأهداف والمعايير الاساسية لخطة السداد.
وفشلت بوينس آيرس حتى الآن في تلبية شروط صندوق النقد الدولي الذي يطالبها بمراكمة احتياطات أجنبية وخفض العجز.
يأتي ذلك بالتزامن مع صدور بيانات وتقديرات حديثة تشير إلى أن معركة الأرجنتين لمنع عملتها من الانهيار التام قد تؤدي إلى إفلاس البنك المركزي، حيث تعاني البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة خلال السنوات القليلة الماضية، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
وأنفقت الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية بالفعل جميع احتياطياتها الدولية السائلة، بالإضافة إلى ما يقدر بمليار أخرى، مما زاد من مخاطر انهيار العملة.
وبدون النقود السائلة، تدور أسئلة حول المدة التي يمكن للحكومة أن تستمر فيها في الدفاع عن البيزو من الانهيار الشامل. حيث قد يؤدي خفض قيمة العملة إلى تأجيج التضخم.
وكان الخبير الاقتصادي “ستيف هانكي” قد وجه انتقادًا لاذعًا لصندوق النقد الدولي، إذ يرى أن برامج الصندوق هي أفضل طريقة لإعاقة النمو والغرق تحت جبل من الديون. حيث حذر من ارتفاع تضخم أسعار الغذاء الأرجنتين.
التعليقات