التخطي إلى المحتوى

في تراجع مذهل لثروة بلغت في السابق 47 مليار دولار، اقتربت أسهم الشركة الناشئة «وي وورك» من الصفر، خلال الأسبوع الجاري، بعد أن حذرت من قرب إفلاسها. وهوى سهم الشركة 96% خلال 12 شهراً الماضية، وجرى تداوله عند 0.12 دولار، الخميس. وكان سعر السهم لامس 15 دولاراً عند ذروة الارتفاع خلال جائحة كوفيد-19.
وأصبحت الشركة في حالة اضطراب منذ انهيار خططها للاكتتاب العام في عام 2019، بعد تراجع المستثمرين إثر خسائرها الفادحة وأسلوب إدارة المؤسس والرئيس التنفيذي آنذاك آدم نيومان.
ولم تشهد الأعوام اللاحقة انحساراً في هذه المشكلات، وعلى الرغم من أن «وي وورك» تمكنت بعد ذلك من طرح أسهمها للاكتتاب العام في عام 2021، بتقييم منخفض للغاية، فإنها لم تحقق ربحاً على الإطلاق.
وقام الداعم الرئيسي لها، مجموعة «سوفت بنك» اليابانية، بإغراق عشرات المليارات لدعم الشركة الناشئة، لكن تواصلت الخسائر. وأغلقت أسهمهما يوم الأربعاء على انخفاض بنسبة 38.5%؛ عند 12 سنتاً.
ويرى بعض المتابعين أن «وي وورك» كانت الشركة الناشئة الأكثر تضخيماً خلال الأعوام الأخيرة.
ومنذ ظهور «وي وورك» لأول مرة في أكتوبر 2021، من خلال «شركة استحواذ ذات غرض خاص»، فقدت أسهمهما جميع قيمتها تقريباً وتم تداولها، الأربعاء، بسعر 13 سنتاً بتقييم يقارب 260 مليون دولار.

وغادر العديد من المديرين التنفيذيين؛ منهم الرئيس التنفيذي سانديب ماثراني، الذي غادر في مايو وثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة هذا الأسبوع. وذكرت، الثلاثاء، أن البحث جارٍ عن رئيس تنفيذي جديد.
ويتضمن نموذج عمل الشركة استئجار أماكن بعقود إيجار طويلة الأجل وتأجيرها في شكل مساحات لآجال قصيرة. وتوسعت الشركة بسرعة على مر الأعوام، لكن تسببت جائحة فيروس كورونا بجعل المساحات المكتبية المشتركة أقل طلباً.
وفي مكالمة مع المحللين، الأربعاء، قال الرئيس التنفيذي المؤقت، ديفيد توللي، إن عدداً قليلاً سواء من الشركات الكبيرة أو الناشئة يرغب في عقود إيجار طويلة الأجل للمساحات الثابتة جغرافياً.
وفي مارس توصلت «وي وورك» إلى اتفاق لخفض الديون بنحو 1.5 مليار دولار وتمديد موعد بعض آجال الاستحقاق لتوفير السيولة. وساعد خفض التكاليف على تقليل الخسائر، وأصدرت الشركة خسارة صافية أقل بلغت 349 مليون دولار في الربع الثاني من 577 مليون دولار في العام الماضي، لكنها ظلت تخسر 646 مليون دولار نقداً في الأشهر الستة الأولى من العام، ولديها 205 ملايين دولار في متناول اليد حتى نهاية يونيو.

وصرحت بأنها كانت تخطط لدعم السيولة من خلال خفض تكاليف الإيجار والتحكم في النفقات وتقليل مغادرة المستأجرين.
وتُعد خسائر شركة «وي وورك»، نقطة سوداء في إدارة مجموعة «سوفت بنك» التي استمرت في ضخ الأموال في الشركة على مدار الأعوام العديدة الماضية.
وكان رئيس تلك الشركة، ماسايوشي سون، قد دعم شخصياً نيومان وأنقذ «وي وورك» في عام 2019 بمبلغ 10 مليارات دولار بعد الاكتتاب العام الأولي الفاشل.
وتكبدت المجموعة خسائر بمليارات الدولارات في أعقاب الاستثمار في الشركة. وأعرب سون لاحقاً عن أسفه بشأن دعمه إياها قائلاً إن قراره لم يكن صائباً من نواحٍ كثيرة، وإنه يفكر فيه بعمق.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *