التخطي إلى المحتوى

تواجه صناعة الغاز المسال الأسترالي تهديدًا كبيرًا لا يُنذر بتوقف صادرات البلاد الحيوية للاقتصاد فحسب وإنما اضطراب سوق الغاز العالمية أيضًا.

وبحسب تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فقد أعلنت شركتا شيفرون الأميركية و”وودسايد” الأسترالية بدء محادثات مع ممثلي عمال أستراليين، للحيلولة دون دخولهم في إضراب قد يعطّل إنتاج الغاز المسال في 3 مشروعات ضخمة.

وكانت نقابات عمالية أسترالية قد هدّدت بالدخول في إضراب عن العمل، احتجاجًا على تدني الأجور، ومن أجل تحسين ظروف العمل في منصات الغاز البحرية في مشروع “نورث ويست شيلف” التابع لشركة وودسايد الأسترالية، ومحطتي “غورغون” و”ويتستون” التابعتين لشركة شيفرون الأميركية.

ويمثّل الغاز المنتج من مشروعات الشركتين نحو 10% من سوق الغاز المسال العالمية، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز، واطلعت عليه منصة الطاقة.

مشروعات الغاز المسال الأسترالي

ثمة مخاوف من أن يؤدي إضراب عمال مشروعات الغاز الأسترالية إلى إرباك حركة الصادرات، وزيادة حدة المنافسة داخل السوق العالمية، ما قد يدفع مشتري الغاز المسال الأسترالي إلى البحث عن بدائل أخرى.

وتأتي الشركات اليابانية والكورية الجنوبية في مقدمة مشتري الغاز المسال المنتج من مشروع “نورث ويست شيلف” التابع لشركة وودسايد، في حين يذهب معظم الغاز المسال المنتج من مشروعي غورغون وويتستون التابعين لشيفرون، إلى اليابان، أكبر دولة مستوردة للغاز المسال في العالم.

وتبلغ الطاقة التصديرية لمشروع نورث ويست شيلف 16.9 مليون طن سنويًا، في حين تُعد محطة غورغون ثاني أكبر محطات الغاز المسال الأسترالية بطاقة تبلغ 15.6 مليون طن سنويًا، وتبلغ قدرة محطة ويتستون 8.9 مليون طن سنويًا.

وقال المتحدث باسم نقابة العاملين براد غاندي: “أعضاؤنا في وودسايد وشيفرون يكافحون من أجل نيل ما يستحقونه، وهو اتفاق عادل ومعقول في أقرب وقت ممكن؛ لأنهم يدركون أن تلك الشركات ستخسر مئات الملايين من الدولارات إذا أدى الإضراب إلى تباطؤ الصادرات”.

شيفرون

أعلنت شركة شيفرون، اليوم الخميس 10 أغسطس/آب 2023، أنها تدرس طلبات قدمها العمال في محطتي غورغون وويتستون للغاز المسال إلى لجنة العمل العادل.

وقال متحدث باسم الشركة الأميركية، في بيان: “سنواصل الحوار مع موظفينا وممثليهم؛ سعيًا منا للوصول إلى نتائج تصب في مصلحة الموظفين والشركة”.

وتُعد شركة شيفرون مشغل مشروع غورغون للغاز الطبيعي المسال قبالة سواحل ولاية أستراليا الغربية، وتمتلك 47% منه، إلى جانب شركائها مثل إكسون موبيل، ورويال داتش شل، وأوساكا غاز، وطوكيو غاز، وجيرا.

كما تدير شيفرون مشروع ويتستون، ويُعد أحد أكبر مصادر الغاز المسال، وعاملًا مهمًا لأمن الطاقة وفرص العمل والعائدات الحكومية والفرص الاستثمارية، وتبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 8.9 مليون طن سنويًا.

ولم تدعُ النقابات العمالية إلى الإضراب بعد، الذي قد يبدأ من توقف قصير إلى إضراب شامل. ولم يصوّت العاملون في محطتي غورغون وويتستون التابعتين لشيفرون على الإضراب.

لكن نقابات العمال تقدمت بطلب للجنة العمل العادل، للحصول على إذن للتصويت على إضراب محتمل، ومن المحتمل صدوره خلال أيام.

يوضح الرسم البياني التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- تصدّر أستراليا تجارة الغاز المسال في 2021:

الغاز المسال الأسترالي

وودسايد

أعلن نحو 99% من العاملين في المنصات البحرية التي تزوّد محطة نورث ويست شيلف للغاز المسال -أكبر محطات إنتاج الغاز في البلاد- اعتزامهم الدخول في الإضراب في تصويت أُعلن أمس الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023.

ومن المقرر استمرار الاجتماعات حول تحسين الأجور اليوم الخميس وحتى الثلاثاء المقبل، وبعدها ستتخذ النقابات العملية قرارًا بشأن الإضراب في محطات وودسايد.

ولبدء الإضراب، يجب الحصول أولًا على موافقة من لجنة العمل العادل ثم تصويت أعضاء النقابات، ثم تقرر النقابة بشأن الاستمرار في الإضراب من عدمه، ويجب أن يجري ذلك في غضون 30 يومًا، مع إخطار أصحاب الشركة مسبقًا.

ووافقت لجنة العمل العادل على الإضراب في منصات ووسايد البحرية، كما وافقت النقابات على الدعوة إلى الإضراب.

من جانبها، تقول وودسايد إنها شاركت بنشاط وعلى نحو بنّاء في مفاوضات مع النقابات.

وأعلن متحدث باسمها عن إحراز تقدم إيجابي، وتوصل الطرفان لاتفاق من حيث المبدأ بشأن حقوق العمال.

وتؤكّد الشركة، أن لديها خططًا دائمًا للتعامل مع الاضطرابات المحتملة، لكنها تأمل بألا تكون ضرورية في مثل هذه الحالة.

أسعار الغاز الأوروبي

نتيجة لمخاوف توقف الصادرات الأسترالية، ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية إلى أعلى مستوياتها في شهرين يوم أمس الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023.

وتعليقًا على ذلك، يقول خبير الصناعات الغازية في منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط “أوابك”، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن المخاوف بشأن إضراب العمال الأستراليين رفعت أسعار الغاز الأوروبي بنسبة 40% خلال يوم واحد، ثم تراجعت لتستقر عند 40 يورو لكل ميغاواط/ساعة (44.12 دولارًا أميركيًا)، مقارنة بـ30 يورو/ميغاواط/ساعة (33 دولارًا أميركيًا).

يُشار هنا إلى أنه عادة ما تستعمل دول أوروبا وحدات القياس “غيغاواط وتيراواط” في تعاملاتها؛ (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة غاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة غاز).

وأشار عبدالمعطي في تغريدة مساء أمس الأربعاء، إلى أن أستراليا أحد كبار مصدري الغاز المسال في العالم، واحتلت في العام الماضي (2022) المرتبة الثانية عالميًا.

ورغم أن الغاز المسال الأسترالي لا يُصدّر إلى أوروبا، ويتجه إلى آسيا خاصة اليابان والصين، فإن تأثير الإضراب سيعم سوق الغاز المسال العالمية، لأن “سوق الغاز شبه موحدة، وحدوث أي اضطرابات في منطقة ما يؤثر مباشرة في المناطق الأخرى”، حسبما قال خبير الصناعات الغازية في “أوابك” المهندس وائل حامد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *